اكتشاف حفريات نوع جديد من الديناصورات المدرعة ببولمان يدهش الخبراء
أعلن فريق دولي في علم الحفريات بقيادة باحثين من كلية العلوم بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وبالتعاون مع باحثين من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس وجامعات فرنسية وإسبانية وأرجنتينية، عن اكتشاف حفريات نوع جديد من الديناصورات المدرعة العاشبة بمنطقة الأطلس المتوسط، وتحديدا بالنفوذ الترابي لإقليم بولمان.
جاء الإعلان عن هذا الإنجاز العلمي من خلال ورقة بحثية تخص هذا الاكتشاف نشرت أواخر شهر مارس المنصرم بالمجلة العلمية “Gondwana Research”، بحسب ما أفاد به الموقع الإلكتروني المتخصص في أخبار العلوم “Sciencedirect”.
الأول من نوعه في العالم
قال عمر زفاطي، باحث في سلك الدكتوراه عضو فريق البحث بكلية العلوم بن مسيك، إن “الديناصورات المكتشفة تنتمي لمجموعة نادرة من الديناصورات العاشبة والمدرعة لم تكن معروفة من قبل، عاشت في قارة غوندوانا، وهي قارة عملاقة كانت تضم قبل ملايين السنين المناطق المقابلة اليوم لأمريكا الجنوبية وأفريقيا والهند والقارة القطبية الجنوبية وأستراليا”، مضيفا أن “تاريخ البقايا الأحفورية المكتشفة لهذا الديناصور تظهر أنه عاش في العصر الجوراسي الأوسط، أي ما قبل حوالي 165 مليون سنة”.
وأضاف زفاطي، في تصريح لهسبريس، أنه تم إطلاق اسم “تيريوصوروس أطلسيكوس” (Thyreosaurus atlasicus) على هذا النوع المكتشف من الديناصورات، موضحا أن “ثيريوس” تعني الدرع، و”ذلك في إشارة إلى الشكل الخارجي لجسم الديناصور الذي كان يحمل مجموعة من الصفائح العظمية السميكة على ظهره”.
وأضاف أن “الدراسة المتعلقة بالنسيج العظمي لهذا الديناصور تشير إلى أن الصفائح المذكورة كانت في وضع شبه أفقي وتشكل درعا خارجيا قويا، بينما يشير تكوين هذه الأنسجة إلى أن الثيريوصوروس كان ناضجا جنسيا، ولكنه لم يكن مكتمل النمو؛ بطول جسمه البالغ 6 أمتار”، مبرزا أن “اكتشاف الثيريوصوروس يوفر نظرة جديدة للتطور المبكر للستيكوصورات في العصر الجوراسي الأوسط في أفريقيا”.
وبالعودة إلى الدراسة العلمية المعنية، قال الباحث في سلك الدكتوراه بكلية العلوم بن امسيك إن البحث المتعلق بالديناصور الأطلسي (Thyreosaurus Atlasicus) تم عبر عدة مراحل؛ من أبريل سنة 2021 لما تم اكتشاف البقايا الأحفورية، إلى تاريخ صدور الدراسة المذكورة أواخر شهر مارس المنصرم.
دروع غريبة لحماية الديناصور
أبرز عمر زفاطي، عضو فريق البحث، أن بقايا العظام المكتشفة عبارة عن فقرات من العمود الفقري وضلوع من القفص الصدري وعظام تخص أطراف الديناصور، فضلا عن دروع عظمية سميكة على شكل صفائح لحماية الديناصور، “تعد اكتشافا مثيرا والأول من نوعه في العالم”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن الدراسة المذكورة تمت عل مستويين؛ أولهما الدراسة المرفولوجية التشريحية التي تعتمد أساسا على الوصف الدقيق للبقايا المكتشفة ومقارنتها مع مثيلتها لديناصورات من الصنف نفسه عثر عليها بمختلف مناطق العالم، ومنها منطقة الأطلس المغربية، مبرزا أن “هذه المقارنة بينت أن هذه الديناصورات تنتمي بدورها إلى صنف الديناصورات العاشبة المدرعة التي تسمى الستيكوسورات، لكنها تختلف عنها كثيرا ولا تشبه أي نوع من تلك التي تم اكتشافها عبر العالم”.
وأردف المتحدث بأن هذه الاختلافات أدت بفريق البحث إلى تسمية هذا النوع الجديد من الديناصورات باسم جديد هو “تيريوصوروس أطلسيكوس” (Thyreosaurus atlasicus)، مبينا أن “ما يميز هذا الديناصور هو شكل صفائحه الظهرية العظمية التي هي عبارة عن دروع، لكنها تختلف كثيرا عن تلك التي تم العثور عليها من قبل، والتي تم وصفها من قبل العلماء والورقة العلمية بـ[الدروع الغريبة]”.
ودائما حول الشق الأول من الدراسة المذكورة، أفاد عمر زفاطي بأنه خلص إلى أن ديناصور “ثيريوصوروس أطلسيكوس” حيوان عاشب من صنف التريوفورات، وتحديدا الستيكوزورات.
الأطلس المتوسط خصب بالديناصورات
وفي الشق الثاني من الدراسة المتعلقة بثيريوصوروس أطلسيكوس، الذي انصبت على البحث في النسيج العظمي لهذا النوع من الديناصورات بالاعتماد على دراسة بنية نسيج صفائحه العظمية الظهرية (الدروع) وأضلعه (عظام القفص الصدري)، أوضح المتحدث لهسبريس أن “الهدف كان معرفة كيفية تموضع الدروع ومرحلة نمو الديناصور”.
وأفاد في هذا الإطار بأن “نتائج هذا الشق من الدراسة أثبتت أن الصفائح العظمية كانت مثبتة بشكل أفقي لدى هذا الديناصور، وذلك عكس الديناصورات من الصنف ذاته التي عادة ما تحمل على ظهرها صفائح عمودية”، مشيرا إلى أن “دراسة النسيج العظمي بينت أيضا أن الديناصور المكتشف تجاوز مرحلة النضج الجنسي”.
يذكر أن هذه الدراسة، التي اطلعت عليها هسبريس، أشارت إلى أن الأطلس المتوسط بالمغرب أصبح، في السنوات الأخيرة، مجالا خصيا للاهتمام بدراسة الديناصورات في شمال إفريقيا، وأن الموقع الأحفوري بولحفة، قرب بولمان مكن حتى الأن من الكشف عن مجموعة متنوعة من بقايا عظمية تعود لديناصورات عاشت إبان الحقبة الوسطى من العصر الجوراسي.
المصدر هسبريس