استدامة

«حارس النخيل» ابتكار ذكي يدعم الاستدامة

عززت دولة الإمارات مفاهيم الاستدامة لتجعل منها ثقافة مجتمعية تحظى بدعم القيادة الرشيدة، لا سيما مع تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024 بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي 2023، وتتوافق هذه المفاهيم مع روح وجوهر الشهر الفضيل الذي يدعو إلى تجنب الإسراف، كما أكدته مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي عززت أسس الاقتصاد في استثمار الموارد والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

تجسد النخلة مفهوماً للاستدامة الزراعية كشجرة ومنتج، ورمزاً وطنياً للأمن الغذائي، الأمر الذي أسهم في تعزيز الابتكار الزراعي، والتقنيات الذكية التي تحمي هذه الشجرة المباركة، ويعد جهاز «حارس النخيل» المبتكر إحدى هذه التقنيات المستدامة، التي صممت على شكل جهاز لاسلكي متعدد المستشعرات، للكشف المبكر عن آفة سوسة النخيل الحمراء، التي تهاجم جميع أنواع أشجار النخيل، ويمكنه استشعار الرائحة المنبعثة من البيوض أو اليرقات، أو الصوت الناتج أثناء قيام اليرقات بالثقب والأكل داخل أشجار النخيل في المرحلة المبكرة. ويحتوي الجهاز على حساسات لدرجة الحرارة والرطوبة، لكشف ارتفاع درجة حرارة الشجرة بعد إصابتها.

و«حارس النخيل»، الابتكار الفائز في الدورة الـ14 لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي «فئة الابتكارات الرائدة والمتطورة لخدمة القطاع الزراعي»، للدكتور الإماراتي المبتكر عبدالله حمد الجنيبي، يستخدم 4 أجهزة استشعار دقيقة، مع القدرة على توسيع كل جهاز استشعار بأطوال مختلفة، مع المرونة في الوصول إلى أي نقطة في أشجار النخيل بمجرد ربطها بالجهاز.

وأوضح الجنيبي أن الاكتشاف المبكر يعتبر أمراً حيوياً للسيطرة على انتشار سوسة النخيل الحمراء والقضاء عليها، وهذا لم يتحقق حتى الآن لأشجار النخيل لدحر هذا العدو الخفي وتدميره، لأن معظم أنظمة الكشف ليست عملية بما فيه الكفاية، وهي باهظة الثمن وغير مكتملة، ولا يتوافر لها شبكة اتصال كافية للحصول على التحذيرات، فضلاً عن أن «عُقد الاستشعار» عادة ما تكون مجرد جهاز لجمع البيانات، حيث ترسل البيانات بشكل عشوائي إلى خوارزميات الكشف التي تعمل على خوادم بعيدة عن نقطة توليد البيانات، ما يزيد من استهلاك الطاقة وزمن الاستجابة، والافتقار إلى نظام الكشف غير المأهول.

استشعار

وأشار الجنيبي إلى أنه ولمعالجة هذه المشكلات قام بتصميم نظام «حارس النخيل»، وإيداعه للحصول على براءة اختراع، باستخدام «النظم الكهروميكانيكية الصغرى MEMS»، متعددة المستشعرات، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، فهو يكتشف صوت يرقات سوسة النخيل الحمراء في مرحلة مبكرة من الأسبوع الأول والثاني من اليرقات حديثة الولادة، أثناء حفر وغزو أشجار النخيل، واستشعار الرائحة، حتى في وقت مبكر، كما يتم استشعار درجة الحرارة بمجرد ارتفاع درجة حرارة أشجار النخيل، بعد تأثرها بشدة، ويعد الاكتشاف المبكر أمراً أساسياً لاستهداف الضوابط البيولوجية التي توقف تكاثر سوسة النخيل الحمراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى