امراض

طفل في جسد رجل ..كل ما تريد معرفته عن متلازمة «بيتر بان»

على الرغم من أن الجميع يكبرون، وهذا هو المسار الطبيعي للتطور، إلى أن هناك بعض الأشخاص يتمسكون بطريقة ما، بفترة الطفولة والصغر، تختلف الأسباب منهم من يرفضون فكرة الكبر وتحمل المسئوليات، وأخرون يخشون خسارة حريتهم، والبعض الأخر يعتقدون أن والديهم يكفون لحمايتهم من المستقبل، لكن في النهاية هؤلاء يعانون من متلازمة «بيتر بان»، وذلك وفقًا لما كتبه دان كيلي مؤلف وكاتب في مجال علم النفس الرائج .

من هو «بيتر بان» الذي سميت المتلازمة على اسمه

بيتر بان هو شخصية خيالية رأت النور من خلال مسرحية «بيتر بان» التي تمت كتابتها في عام 1904، من قبل المؤلف دان كيلي الكاتب في مجال علم النفس الرائج، لتتحول بعد ذلك إلى قصة في عام 1911

يذكر أن الرواية تناولت شخصية طفل صغير رفض أن يكبر مع أصدقائه وفضل أن يبقي صغيرًا، ووفقاً لما وصفة المؤلف للشخصية قال «جميع الأطفال كبروا، إلا واحد، بقي صغيرًا» ،و الذي أظهر الشخصية بسمات شخصية لا تبالي لأي مسئوليات أو تدرج في الحياة.

ما هي متلازمة «بيتر بان»؟

يمكننا أن نتفق جميعاً على أن تحمل المسئولية شئ من الصعب تقبل في بداية المر على الغلبية، ولكن رفض تقبله والانسجام فيه، يعتبر أزمة يعاني منها الكثيرين من مصابي متلازمة «بيتر بان»، ظهر الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة سلسلة من السلوكيات الاجتماعية والأيديولوجيات والسمات التي تعتبر غير ناضجة، وذلك في معظم الحالات .

قد يواجهون أصحاب المتلازمة بصعوبة في الالتزام، والحفاظ على الوظيفة، والقيام بالأعمال المنزلية، ومواكبة المسؤوليات والتوجيه الهادف في حياتهم، بالإضافة أن حياتهم الإجتماعية والزوجية تكاد تكون مهددة بالفشل نظراً لأعتكاف الشخص على القيام بمسئولياته وتجرده من أي التزام تجاه عائلته .

أعراض متلازمة «بيتر بان»

مثلها مثل باقي المتلازمات التي تصاب عدد من الأشخاص وعلي الرغم أنها ليست تشخيصًا معترفًا به، لكن متلازمة «بيتر بان» تعتبر مصطلحًا شائعًا في علم النفس يتناوله الطب النفسي ويضعون له خطة علاجية، وهو أمر لا يمكن أن يتغافل عنه المحيطين بالشخص الذي يواجه تلك الأعراض.

– عدم النضج: فهو غير قادر على تحمل النضج والمسؤوليات التي ينطوي عليها سن الرشد، إنهم يميلون إلى تحسين مرحلة الشباب وينكرون أنهم بالغون بغض النظر عن أعمارهم

– عدم المسؤولية والاندفاع: لديهم سلوك طفل، لا يفكر قبل التصرف أو تحمل مسؤوليات أفعالهم. على العكس من ذلك، يزعمون أن الآخرين هم الذين يتحملون هذه المسؤوليات .

– لديهم شخصية النرجسية والأنانية: إلى جانب أنهم يرغبون في لفت انتباه الناس من حولهم، فهم يفكرون فقط في أنفسهم ويركزون فقط على مشاكلهم، متجاهلين مشاكل الآخرين تمامًا

– ليس لديهم توقعات مستقبلية: يفكرون على المدى القصير، ويعيشون في الوقت الراهن ويستمتعون بملذات سريعة الزوال دون قلق بشأن الغد.

– لا يسعون إلى تغير وضعهم المادي: انهم يريدون الحصول على كل ما يريدون دون الحاجة إلى بذل الكثير من الجهد في ذلك

– الخوف من الالتزام: يعتقدون ذلك الالتزام عقبة أمام الحرية الكاملة

– انهم يختبئون من الواقع من خلال الأكاذيب والأعذار التي تسمح لهم بإخفاء عجزهم عن النضج والنمو.

علم الاجتماع: «التربية هي السبب في خروج رجل اعتمادي»

في هذا الصدد أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي وأستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن التربية الأسرية هي المسؤول الوحيد والمحرك الأساسي في نشئ أجيال نافعة وأجيال فاسدة، وفيما يخص سيمات المتلازمة فأن الأمر سيكون شائع في المجتمعات العربية، قائلة«نحن اعتدنا على تدليل ابنائنا وهذا ما نجني نتيجته حالياً»، واصفه متلازمه الطفل الذي يجسده رجل انها ليس هي إلا نتاج أسس وضعها المجتعات الشرقية .

و بسؤالها عن أسباب أسابه بعض الرجال بتلك المتلازمة، أعربت عن أسفها الشديد قائلة «للأسف احنا اعتمدنا على ألوب تربوي خاطئ وده الساب في ولادنا علامات مستحيل نقدر نعلجها بعد فوات الأوان» ،مؤكدة أن شخصية اعتمادية ،التي اعتمدتها الأسر العربية في التربية، كانت من أخطر نتائجها، أسلوب التدليل، موضحه أن الطفل يصبح اعتماديا على الام ثم اعتماديا على الاسرة ثم اعتماديا على الاخرين في كل شؤون حياته الخاصة منها والعامة، واصفة الاعتمدية انها تكون بشكل مادي ومعنوي، لأنه لم يعتاد الاعتماد على نفسه بل كان يقوم كل من حوله بقضاء شئونه .

«الست مش زي الراجل وبنظلم الراجل لما بنشيل المسئولية منه نحطها على مراته»

واستطردت حديثها لـ«المصري اليوم» أن المؤشرات الحديثه تؤكد أن لدينا حالة طلاق كل دقيقتان، ناسبة السبب إلى عدم التربية السليمة، مع اللاوعي التي يشهده الان المجتمع الذي نعيشه، بالإضافة أن هناك حالة من القصور المعرفي الخاصة باستكمال الكيان الأسري، قائلة«كتير من الأسر مجهزتش ولادها انهم يكونوا مسؤولين عن أولاد أو كيان أسري»، مشيرة أن التعليم في الصغر كانقش على الحجر ،على حد قولها .

و بسؤالها عن امكانية ادراج مادة تعليمية خاصة بتأهيل الأجيال الجديدة على تحمل المسئولية وخروج أجيال ناضجة غير اعتمادية، وصفت أن العقبة في أسس المجتمع، واصفة المجتمع انه أصبح الان يحمل المرأة الكثير من الأعباء خاصة في ظل المطالبة بالمساؤاه، وهذا الأمر الذي أصبحنا نعاني منه، والذي عاد ذاته ضرراً على استمرار الكيان الأسري، قائلة «الست مش زي الراجل الراجل عليه مسئوليات أكثر ومش ممكن نشيل مسئولية من الراجل نحطها على الست» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى